الخميس 25 ربيع الآخر 1429هـ - 1 مايو 2008م - العدد 14556
ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان
مجدي شلبي
مجدي شلبي
هذه المقولة الواردة بالعنوان لا تعني التقليل من أهمية الخبز، بقدر ما هي تنبيه لضرورة الاهتمام بجوانب أخرى... فالإنسان في حياته يحتاج إلى غذاء مادي و يحتاج إلى غذاء معنوي أيضاً، غذاء ينمي البدن و يمنح الطاقة... و آخر يغذي الروح و الوجدان...
فإن كانت بضع لقيمات (على صعوبة الحصول عليها في بعض الأحيان) كافية لملء بطنه و حشو مصرانه، فلا ينبغي بحال أن نغفل حاجته الماسة لعناصر العدل و الخير و الحرية و الجمال و الحب و الحنان... فتحقيق التوازن بين الروح و الجسد يحقق استواء الشخصية و تكاملها و يقي المجتمع من أعراض مرضية تهدد أمنه و سلامته و تعرقل مسيرته إلى الأمام...
فإن كانت بضع لقيمات (على صعوبة الحصول عليها في بعض الأحيان) كافية لملء بطنه و حشو مصرانه، فلا ينبغي بحال أن نغفل حاجته الماسة لعناصر العدل و الخير و الحرية و الجمال و الحب و الحنان... فتحقيق التوازن بين الروح و الجسد يحقق استواء الشخصية و تكاملها و يقي المجتمع من أعراض مرضية تهدد أمنه و سلامته و تعرقل مسيرته إلى الأمام...
و اللافت للنظر و الأدعى للحذر أن بعض الأسر في البلدان النامية أضحى شغلها الشاغل و عملها الدؤوب التعامل مع الشطر المادي و إغفال الجانب المعنوي و كأنه رفاهية لايستحقها الأبناء... و عليه يرفع الآباء لواء اللهاث خلف لقمة العيش... فلا فائض من عملات يستبدلون بها كيلو حب و حنان أو زوج سلام و وئام!... فهل يستطيع الإنسان أن يبدع و يبتكر و يخترع في ظل مناخ يفتقد فيه للأمان و ينعدم الأمل و يسوده القبح و الكراهية و البغض و الأحقاد و الضغائن!
إن نظرة واحدة نحو المجتمعات الناهضة الواثبة تجعلنا ندرك أهمية مخاطبة المشاعر و العزف على أوتار الأحاسيس بجمال الألحان و بهجة المشاهد فالياباني يضع على مائدة طعامه باقة زهور، و على أنغام الموسيقى الهادئة يتناوله... في الوقت الذي يجلس فيه بعضنا إلى المائدة في حالة تجهم و غيظ... حانقاً و خانقاً الزهور و محرماً الموسيقى و الابتسام!
و النتيجة البادية للعيان بون شاسع بيننا و بين تلك البلدان، رغم كون الإنسان هنا هو الإنسان هناك بلا مراء و لاجدال... ألسنا جميعاً أبناء آدم وحواء!، أضف إلى ذلك ما اكتشفه العلماء من علاقة قوية بين الأمراض البدنية و الحالة النفسية، كما أثبتوا بالدليل القاطع أن الاستقرار النفسي يساعد على سرعة الشفاء...
و النتيجة البادية للعيان بون شاسع بيننا و بين تلك البلدان، رغم كون الإنسان هنا هو الإنسان هناك بلا مراء و لاجدال... ألسنا جميعاً أبناء آدم وحواء!، أضف إلى ذلك ما اكتشفه العلماء من علاقة قوية بين الأمراض البدنية و الحالة النفسية، كما أثبتوا بالدليل القاطع أن الاستقرار النفسي يساعد على سرعة الشفاء...
فهل نعجز بعد هذا عن الإجابة على السؤال: لماذا انتشر العنف و توطنت العلل و الأمراض و تخلفنا عن ركب التقدم؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ