حياتنا تقع ما بين قدوم و سفر!


الجمعة 16 المحرم 1429هـ -25 يناير 2008م - العدد 14459

حياتنا تقع ما بين قدوم و سفر!
مجدي شلبي
لا شك أن المطارات تُعد نموذجا مصغراً لرحلتنا في الحياة، فمن صالة الوصول إلى صالة السفر يرى المتأمل في وجوه البشر تناقضاً حاداً بين استقبال و وداع... بين ابتسامة أمل و تجهم ألم... فرحة لقاء و لوعة فراق.
فالمستقبلون تلمع عيونهم و تنفرج أساريرهم و تزداد أعدادهم بالتئام شمائلهم... و المودعون خلف كل قبلة و عناق قصة تلخصها دموع تنفرط - رغم الحرص على إبقائها -.
القلوب المستقبلة ترقب هبوط الطائرة بلهفة و شوق، و ترقب القلوب المودعة صعود الطائرة بلوعة و حزن.
غير أن الرحلات الجوية تتميز عن رحلتنا في الحياة باختفاء مشاعر العداء، و كأن المتواجدون على أرض المطار ينفذون بنود معاهدة سلام و وئام... فضلاً عن حركة البشر بنشاط و همة، قد نفتقدها بكل ذمة في غيرها من الأماكن المهمة!
و من عجب أن يستعد المسافر هناك استعداداً تاماً للمغادرة بالطائرة، أكثر من استعداده للانتقال إلى الدار الآخرة، فهو يفرق بين ما يراه جميلاً و بين سفر يراه قبيحاً و دميماً... يفرق بين ذهاب و عودة و (روحة بلا رجعة)!
فيا ليتنا نأخذ العبرة و الدرس و يكون شعارنا الحرص على المشاعر الحميمة و العواطف المتأججة التي تظهر في المطارات و تختفي في غيرها؛ كي تسمو العلاقة بين البشر من درك البغض و الكراهية و العداء لتصل إلى درجات المودة و الحب و الإخاء... فجميعنا على سفر، و ما الحياة الدنيا إلا مطار كبير.
توقيع: القلب مطار الحب، ينبض بعنف كلما تأهب لاستقبال (طائرة) جديدة!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.alriyadh.com/2008/01/25/article311849.html