الرجل الأرنب!


الخميس4 رمضان 1429هـ - 4 سبتمبر 2008م - العدد14682

الرجل الأرنب!
مجدي شلبي
مع أن المغامرة هي نوع من أنواع المقامرة... إما أن تدفع إلى أمام و إما أن تجذب إلى وراء... إلا أنني أردت أن أستأسد يوما من أيام زماننا المسخرة؛ فخذلتني المقدرة!
و حتى أحقق حلمي في ارتياد الأدغال و قتل الوحوش الكاسرة - و صحتي على ما هي عليها من وهن و ضعف - فقد حبست في قفص صغير بعض دجاجات، و وقفت مستمتعا بقأقأتهن الحائرات، و كانت صورتي معبرة، و أنا أقف (شامخا) منتصرا، أمام دجاجات (مهزومات) فقد تحقق حلمي الذي فات، بدرجة من الدرجات أو (الدركات).
و لأن البشر أنواع: منهم الرجل الأرنب، و الرجل القط، و الرجل النمر، و الرجل الذئب، كل حسب قدراته و امكاناته، و تكيفه مع نظام حياته في العمل و البيت؛ فقد رأيت أرنبا لا يسير على أربعة... و حصانا اذناه غير سامعتين،  وذئباً عيناه دامعة، 
و لبوءة تعشق أربعة، و بطة أبعادها مربعة، و عصفوراً حائراً حزيناً، و كلباً يلعق الطين، و غراب البين ينعق بالخراب، و ضفدعة رقيقة وادعة، و بقرة هي على الدوام جائعة، و حماراً لا ينفك في شجار دائم، و حوتاً يخرج من البحر عائم، و حمامة تداعب النسائم، و ثوراً في حجم الديناصور، و غزالاً ذو عينين حوراوين... تشكيلة من البشر منوعة، في لوحة الحياة الرائعة!.