جمعية (ضرب الحبيب)!


الاثنين 8 رمضان 1429هـ - 8 سبتمبر 2008م - العدد14686
جمعية (ضرب الحبيب)!
مجدي شلبي
ليس كل (الضرب) يصيب و يصدم ففي لغتنا العربية ضربت الطير: ذهبت تبتغي الرزق، و ضرب الحاسب كذا في كذا: كرره بقدره، و ضرب موعداً: حدده و بينه، و ضرب الدرهم: طبعه - و الخاتم: صاغه، و ضرب المثل: هو ذكر شيء ليظهر امره في غيره، و هو من انواع البديع.
و في عادات بعض القبائل الإفريقية اذا تأهب شاب لخطبة فتاه يكون (الضرب) بمعناه الموجع اختباراً لقدرة العريس على تحمل الشدائد؛ فيستمر جلد ظهره العاري بالسياط ليلة بطولها، و كلما تحمل دون ان يتوجع او يتألم، كلما ابتهجت عروسه و وهبته ابتسامة ساحرة تشجعه على كتم الألم و كظم الغيظ!.
و لأن الحافز يقوي العزيمة، و فقدان الأمل يصيبها بالوهن يدخل تحمل بعض العرسان لهذا الضرب المبرح من باب (ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب)!، غير ان كثرة من المضروبين الأحرار، يؤثرون التخاذل و الفرار، على ادعاء الصبر و الوقار، فيفرون بجلدهم قبل طلوع النهار!.
و حيث ان البيوت اسرار، فقد ظهرت على جاري آثار الضرب المبرح بعد ليلة قضاها في شجار مع زوجته المفترية، مما دفعني لعرض اقتراح تطبيق عادة تلك القبيلة الإفريقية على الزيجات العصرية قبل ان تقع الفاس في الراس. فمن عجب أن يكون ضرب العريس عندهم قبل الزواج، و عندنا بعده و كأن الضرب قدر مكتوب على جبين الأزواج لابد أن تراه عيونهم المتورمة و وجوههم المخرشمة!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://wwwalriyadh.com/2008/09/08/article372794.html