الخميس 9 شوال 1429هـ - 9 أكتوبر2008م - العدد 14717
عددوا... و لا "يهمكم"!
مجدي شلبي
مجدي شلبي
لقد أدهشني ما جاء بمقال الأخ بدر بن راشد أبا العلا المنشور بصفحة الرأي بجريدة "الرياض" يوم 26 رمضان الحالي بعنوان (بلا مكياج لنكن معاً.. يامها!!) و مرجع دهشتي أنه كال بمكيالين و طفف في ميزان العلاقة الزوجية لصالح بني جنسنا من الرجال (الخناشير)، على حساب النسوة القوارير!.
فقد طالب باحالة الزوجة للتقاعد "بعد ان ازدادت شيباً و ترهلاً و أصابها من المرض ما يهد الجبال" أما الرجال فطبقاً للثقافة الذكورية لا يهرمون و لا يشيبون... و لا يموتون إلاّ وقوفاً!...
كما اعتبر انتشار العنوسة دافعاً مشجعاً للتعدد و أغفل حقيقة أن القضاء على تلك الظاهرة أو الحد منها، لا يكون بعلاج أعراضها، دون معالجة دوافعها و أسبابها، فإذا كانت هناك علاقة بين التقاليد المتزمتة و العنوسة - على نحو ما أورد من مقارنة بين المرأة السعودية و غيرها - فهناك علاقة بين التبرج و العنوسة أيضاً في بلدان أخرى... كما ان البطالة و تدني مستوى الدخول يُعد أحد تلك الأسباب، في الوقت الذي تدخل المغالاة في المهور من باب (طلبوها تعززت، تركوها تندمت)... و أياً ما كانت الأسباب الدافعة أو بالأحرى المانعة؛ لا ينبغي أن نضع الحل في كبسولة مسكنات اسمها (التعدد) لأننا إذا اكتفينا بمعالجة العرض؛ استأصل المرض و استفحل و استعصى على العلاج.
لقد أضحيت أنظر بتوجس و حذر إلى من يطلقون شائعة أن الرجال على وشك الانقراض، و الجنس الآخر أعدادهن في ازياد... معتقدين أنهم بهذا يرفعون قيمة أسهمهم في سوق الزواج!.
لقد أضحيت أنظر بتوجس و حذر إلى من يطلقون شائعة أن الرجال على وشك الانقراض، و الجنس الآخر أعدادهن في ازياد... معتقدين أنهم بهذا يرفعون قيمة أسهمهم في سوق الزواج!.
إن مبدأ المحاصصة و الذي يعني اقتسام خير الزوج مادياً و جنسياً، على طريقة توزيع الحصص (لكل زوجة حصة)؛ يعني ببساطة ان تنال كل زوجة ربع قدرة الزوج، و ربع دخله، و ربع عاطفته و اهتمامه... بسبب الأزمة الناشئة عن نقص أعداد المحروسين من العيون (الرجال)!.
و من داخل الخندق الحصين للأخت مها العبدالرحمن أجدني أقاوم بشدة مسألة التعدد، مع التأكيد على الالتزام بما أقره الشرع، و في ذات الوقت و بذات الالتزام لا يجوز لأي أحد أن يجتزئ من كلام الله، ما يفسره على هواه دون التزام بسواه من أحكام مرتبطة به و مكملة له، فإذا كانت مسألة تعدد الزوجات تخضع لاشتراطات منها العدل بينهن و هو ما يعد معضلة تضاف إلى الإمكانيات المتواضعة لرجل اليوم، و التي لا تكفي لإشباع ربع امرأة (مادياً و عاطفياً) فكيف به يظلم أربعاً أو ثلاثاً أو اثنتين أو حتى واحدة بحالها؟!.
فما الذي جعل الرجال الآن يبالغون في الاهتمام بقضية التعدد و يلحون في مطلبهم باعتباره حقهم، في الوقت الذي هم أدرى فيه بحالهم وإمكانياتهم؟!.
فما الذي جعل الرجال الآن يبالغون في الاهتمام بقضية التعدد و يلحون في مطلبهم باعتباره حقهم، في الوقت الذي هم أدرى فيه بحالهم وإمكانياتهم؟!.
رغم ان هذا السؤال الكاشف يدخل من باب البكاء على اللبن المسكوب و الدخل المحدود و الصحة التي لن تعود، و محاولة اثبات الوجود بعد ان فات الأوان... إلاّ ان ثقتهم في الدعم الخارجي من منشطات على كل شكل و لون؛ هي التي دفعتهم الآن إلى المبالغة في هذا الاهتمام متكئين على حائط قصير الطول لا يستر، و وقتي المفعول لا يدوم!.
كما أن استخدام الأقراص الزرقاء و الخضراء و البيضاء يُعد غشاً يخفي واقع الضعف الجنسي لرجل في احتياج لمعاونة في أداء مهام الزواج من واحدة؛ فما بالكم بالثانية و الثالثة و الرابعة!.
و طالما بقيت الحال على ما هي عليه، و "التعدد قادم بقوة على أجندة المجتمع"... كما ذكر البيه أطالب تلك الجمعية الذكورية المشار إليها من باب التنويه، بأن تصرف تمويناً شهرياً للزوج المسكين - الذي زاغ بصره ذات الشمال و ذات اليمين - من أقراص المقويات و الفيتامين و تعلق له على نفقة الجمعية أسبوعياً قارورة محاليل، و يرفعوه (مرابعة) إلى فراش الزوجة الثانية و هو في النزع الأخير، في الوقت الذي تسترق السمع و تختلس البصر زوجتاه الثالثة و الرابعة، بكل يأس وضجر... و لله الأمر من قبل و من بعد.