لا تحرقوا مناراتكم الثقافية!مجدي شلبي
يجب أن نسلم بادئ ذي بدء بأن العلاقة جد قوية بين الأدب بمعناه الإبداعي و الأدب بمعناه السلوكي و الأخلاقي... و عليه فلا ينبغي الفصل بينهما تحت مسمى (حرية الإبداع) و إلا تحولت تلك الحرية إلى فوضى...
كذلك الالتزام بالقيم و السلوكيات يجب أن يرتبط بالتعقل و عدم التهور و الانفلات و الاعتداء على هيبة الدولة و القانون... وإلا تحول هو الآخر إلى فوضى سلوكية... و يستحيل أن تتم معالجة فوضى بفوضى!
فإذا انتقلنا للحديث عن الدور الكبير الذي تقوم به الأندية الأدبية على المستوى الثقافي و النهوض بالمجتمع لمسايرة حركة الفكر العالمي الذي أصبح ينظر إلينا من علٍ... و كأن مفكريه يملكون عقولاً لا نملكها... أو إبداعات تستحيل علينا... أو أفكاراً نعجز عن الإتيان بمثلها؟! ... وجدنا أن تلك الأندية الأدبية تؤدي دوراً هاماً في مجال المنافسة المتكافئة بيننا و بينهم باعتبارها منارات للفكر، ومعامل تفريخ للمبدعين، و راعية للمواهب... و عليه فلن يعرضها للحرق إلا أعداء هذا الوطن... الذين مهمتهم الأساسية و ربما الوحيدة هي إشعال نار الفتن، و ترسيخ مبدأ التخلف...
و بناءً عليه يجب ألا تخدعكم الدعاوى المشبوهة التي يرددها هؤلاء لتبرير أفعالهم الإجرامية... التي تحاول تهديد أمن هذا البلد الذي جعله الله قبلة للعالمين... و قولوا لهم لا تحرقوا الأندية الأدبية... بل تكاتفوا معها لإحراق التخلف و الجهل و المرض...
لا تجعلوا النار التي تدعون بها على أعدائكم... هي ذاتها وسيلتكم للحوار مع إخوانكم و أهليكم... لأن الذين يعادون أوطانهم و إخوانهم... هم بسلوكهم هذا يعادون أنفسهم مما يدفعنا لحثهم على العودة إلى صوابهم، و الكف عن تلك الأعمال الصبيانية... التي تسيء أول ما تسيء لهذا الدين القويم... الذي اشتق اسمه من (سلام) فإذا بهؤلاء يحاولون تشويه هذا المعنى السامي بسموم الفرقة و التمزق و التمرد و العصيان و نيران الغل و الحقد و العدوان!
لا تجعلوا النار التي تدعون بها على أعدائكم... هي ذاتها وسيلتكم للحوار مع إخوانكم و أهليكم... لأن الذين يعادون أوطانهم و إخوانهم... هم بسلوكهم هذا يعادون أنفسهم مما يدفعنا لحثهم على العودة إلى صوابهم، و الكف عن تلك الأعمال الصبيانية... التي تسيء أول ما تسيء لهذا الدين القويم... الذي اشتق اسمه من (سلام) فإذا بهؤلاء يحاولون تشويه هذا المعنى السامي بسموم الفرقة و التمزق و التمرد و العصيان و نيران الغل و الحقد و العدوان!
و من عجب أن يتم هذا مرة باسم الدين و مرة باسم العادات و التقاليد... فهل توافق عاداتنا و تقاليدنا على إسلوب الحرق و القتل؟!
سؤال يكشف عوار أفكار هؤلاء المتطرفين الذين يتمسحون بالقيم في ذات الوقت الذى يعتدون فيه عليها، و يتمسحون فى العادات و التقاليد... في ذات الوقت الذي يتبرأون منها، و يتمسحون في الدين... و هم أبعد ما يكونون عن الالتزام بمنهجه الراقي و أسلوبه السمح...
و ليعلم الذين تخدعهم الدعاوى المغرضة و المضللة لهؤلاء أن التساهل و التهاون معهم سيجعلهم يتمادون في غيهم... و ليس بعيداً أن تطال نيرانهم الهوجاء مدارسنا و معاهدنا العلمية... لسبب بسيط هو أنهم أعداء العلم و التقدم... أصحاب شعار استشراف الماضي و العودة للخلف در... على طريقة هات ورا هات... هم أعداء النور باعتبارهم خفافيش ظلام... لا يتمكنون من أداء دورهم إلا تحت جنح الليل البهيم!
فيا أيتها الأندية الأدبية... يا من منحتينا نوراً... فعاقبوكِ بنار... استقبلتِ أبنائك المبدعين برحابة صدر... فضاقت بك صدور أعدائك... كم نشعر بالخجل مما يفعله هؤلاء المارقون... فلا تجزعي من عقوق بعض أبناء الوطن... و ادعي لهم بالهداية... فأنتِ أكبر من أن تبادليهم بغضاً ببغض...
فيا أيتها الأندية الأدبية... يا من منحتينا نوراً... فعاقبوكِ بنار... استقبلتِ أبنائك المبدعين برحابة صدر... فضاقت بك صدور أعدائك... كم نشعر بالخجل مما يفعله هؤلاء المارقون... فلا تجزعي من عقوق بعض أبناء الوطن... و ادعي لهم بالهداية... فأنتِ أكبر من أن تبادليهم بغضاً ببغض...
أيتها الأندية الأدبية... لا تتواني عن أداء دورك... و لا تتراجعي عن دعم أبنائك... و اجعلي من يوم هذا الحريق تاريخاً وعيداً سنوياً لذكرى التصدي لهذا الفكر المتطرف و السلوك الهمجى البغيض.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر هذا المقال فى جريدة الرياض يوم الأحد الموافق 7مارس 2010 ورابطه على موقع الجريدة :http://www.alriyadh.com/2010/03/07/article504283.html