المرأة (جهاز) يحتاج إلى إصلاح!


المرأة (جهاز) يحتاج إلى إصلاح!
مجدي شلبي
أثناء مطالعتي لمقال الدكتورة حنان حسن عطا الله المنشور بجريدة الرياض يوم الجمعة 5 يونيو 2009 بعنوان (و اضربوهن) كانت ابنتي الصغيرة سوزان جالسة بجواري، و قبل أن أعرض مداخلتي نظرت لطفلتي البريئة نظرة إشفاق، و خلت هذا (الشيخ) بلا بنات، أو ربما بلا قلب...!
لقد أحسنت كاتبة المقال في تصديها لتلك (الخطبة) التي انبنت على ثقافة ذكورية تعمد لتحقير المرأة و الحط من قيمتها... و تتناسى أن ديننا القويم قد أعلى من شأنها و حافظ على كرامتها و مكانتها و أوصانا بها خيراً. فمن عجب أن يأتي هذا (الشيخ) و يتحدث عن المرأة باسم الدين فيصفها بمجرد جهاز يحتاج إلى إصلاح!... و لو سلمنا جدلاً بهذا الوصف الجائر؛ فبالله عليكم هل يوجد جهاز في العالم يصلحه الضرب؟!
إن من الجنون تصور إمكانية الإصلاح بتعمد استخدام العنف و القسوة و الإفساد و التخريب... حتى مع الأجهزة التي قُدت من حديد...
ولأن المسألة في الحقيقة لا علاقة لها بالأجهزة و الكتالوجات، لكن علاقتها قوية بالسلوكيات غير المرتبطة بجنس دون آخر؛ تصبح دعوة الضرب موجهة ضد أصحاب السلوك الخاطئ رجالاً كانوا أو نساء. فإذا كانت هناك أنواع ثلاثة من النساء يستحقن الضرب طبقاً لما أورده (الشيخ)؛ فهناك على الطرف الآخر ثلثمائة نوع من الرجال يستحقون الشنق!.
فلم لم يتحدث عن هؤلاء الذئاب الذين ينتهكون الأعراض، و هؤلاء الخونة الذين لا يردون الأمانات، و هؤلاء المخادعين الذين يستغلون من يثق فيهم، و هؤلاء المرتشين و الأفاقين و المنافقين، و من يلعبون بنار الفتنة أيضاً؟!
إن من يقول إن «ضرب النساء واجب و إن هذه هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع المرأة» «و إن ضرب المرأة لما له من قيمة و فائدة كان مثار إعجاب الغرب و تقديرهم»... هو الذي بحق يستحق (...)!
أخال هذا (الشيخ - الخطيب) يشكر الدكتورة حنان الآن في صمت، لأنها بكتابتها لهذا المقال الهام في هذه الجريدة واسعة الانتشار قد أوصلت رسالته (العنصرية البغيضة) إلى جمع أكبر من جمع مصلين في زاوية صغيرة!.
مجدي شلبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــجريدة الرياض الأثنين 15 جمادي الأخر 1430هـ - 8 يونيو 2009م - العدد 14959