(زوج الغيبوبة) أيضاً!


السبت 28 جمادي الأولى 1430هـ - 23 مايو 2009م - العدد 14943
(زوج الغيبوبة) أيضاً!
مجدي شلبي
عقب قراتي لمقال الأستاذ سعد الدوسري (زوجة الغيبوبة) المنشور بجريدة الرياض يوم الخميس ١٤ مايو ٢٠٠٩ استوقفتني تلك الواقعة النادرة التي تحكي عن وفاء زوج لزوجته على نحو يستحق الاقتداء في زمن عز فيه الوفاء.
و على طريقة (وبضدها تتميز الأشياء) ألقت تلك الواقعة المذكورة الأضواء على الجانب المضاد؛ فكشفت بجلاء عن عوار و جحود بعض الأزواج لزوجاتهم، حيث يتعامل الزوج مع زوجته حين تصاب بعارض صحي أو مرض عضوي بغلظة و عنف متهكماً على وهنها و ضعفها المؤقت؛ فهو يريدها امرأة من حديد لا تكل و لا تمل، متغافلاً عن حقيقة أن العلاقة الأسرية تنبني على عنصر التعاون و المشاركة في السراء و الضراء. و في الحلو و المر، و في الصحة و السقم.
كما ألقت تلك الواقعة المذكورة الأضواء على الجانب المضاد فكشفت بجلاء عن عوار و جحود بعض الأزواج لزوجاتهم، حين تقف الزوجة بجوار زوجها في الملمات و الأزمات باثة روح الأمل مضحية بجهدها ومالها في أحيان؛ فما تكاد تمر العاصفة بسلام و ينهض الزوج من كبوته حتى يعطي ظهره لزوجته الوفية و يسرع الخطى نحو زواج جديد، و هو ما يمكن وصفه بخيانة الزواج بأخرى! (وهنا يثور سؤال: كيف تأمن على نفسها تلك الزوجة الجديدة من أنانية و غدر زوج جحود لزوجته السابقة؟!).
لقد استطاع المقال المشار إليه أن يضع الرجل وجهاً لوجه أمام قضية الوفاء الزوجي المسكوت عنها، و كشف حجم الهوة بين ندرة وفاء الأزواج مقابل ندرة جحود الزوجات، بغية القيام بدورة المنشود و المأمول و المطلوب تجاه شريكة عمره.
إن الوفاء المتبادل سر نجاح الحياة الزوجية وهو الوصفة السحرية لمعالجة مشكلات الزواج التي يظنها البعض مستعصية، ففيه الإخلاص و البذل و العطاء و التضحية، و فيه التقدير و الاهتمام و المحافظة على العهد، و الحرص على المشاعر الإنسانية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ