حق المرأة في العمل


الجمعه 19 ذي الحجة 1428هـ 28 ديسمبر 2007م - العدد 14431
حق المرأة في العملمجدي شلبي
إن المتابع لقضية حقوق المرأة سيدهشه أن التي تمردت على واقعها و أثبتت وجودها، و طالبت بحقوقها و سارت خطوات على هذا الطريق، هي ذاتها التي تقوقعت و عادت أدراجها تستسمح الرجل أن يمنحها بعضاً من حقوقها السليبة!.
و من عجب أن تدافع بعضهن و من داخل حصنهن الحصين عن هضم حقوق المرأة، من خلال ربطهن التعسفي بين تلك الحقوق و بين الخروج عن القيم و الآداب العامة و الأخلاق!.
إن الالتباس الحادث بين الحرية و الإباحية؛ هو مربط الفرس بالنسبة لقضية حقوق المرأة، و هو سر الإصرار العجيب على معاملتها معاملة الوحش الكاسر الذي لو فُتح له باب القمقم انطلق!.
هذا و قد أدهشني ما جاء بمقال الأخت الفاضلة هدى السالم المنشور يوم 2007/12/5 تحت عنوان (الإنفاق صفة رجولية) و الذى خلصت فيه إلى المطالبة بعودة المرأة العاملة إلى بيتها و ترك وظيفتها التي وصفتها بـ(طريق هي لم تخلق أبداً له) و اعتبرته إذا لم يكن لحاجة ماسة فهو يتحول إلى (أداة لتعذيب الذات)!.
و مرجع دهشتى أن تأتى مطالبة المرأة العاملة للعودة إلى منزلها و التقوقع فيه ممن يمارسن العمل بالفعل... بل و يطلقن دعوتهن من فوق منبر عملهن ذاته!.
إن حق العمل هو حق مكفول لكل البشر بلا استثناء سواء كانوا رجالاً أو نساء... فلا يجوز أن تُحرم المرأة من حقها في إثبات قدراتها من خلال العمل، كما لا يجوز أن نحرم الوطن من عطائها باعتبارها نصفه الآخر... إذ لا يُعقل أن يكتفي المجتمع بنصف قدراته من الرجال فيتطلع نحو المستقبل بنصف رؤية... و يخطو إلى الأمام بقدم واحدة... و يفكر بنصف عقل... و يبدع بنصف موهبة!.
إن التي ترى أن العمل بالنسبة لها تعذيباً للذات عليها أن تتركه لغيرها من الآنسات أو السيدات اللائي يتحرقن شوقاً إليه.