مليون ريال... يارب!


الاحد 1 ذي القعدة 1428هـ - 11 نوفمبر 2007م - العدد 14384
مداخلة
مليون ريال... يارب!مجدي شلبي
لقد استوقفني و لفت نظري مقال (المال عضيدك و سر سعادتك) للأخت الفاضلة حنان بنت محمد الثويني المنشور في (الرأي للجميع) يوم الثلاثاء 6 نوفمبر الحالي لما يمثله هذا المقال من جرأة في التناول ورؤية ثاقبة من زاوية مدهشة رغم صدقها وواقعيتها، وقد أثارت بهذا المقال شجوني ودفعتني لتأكيد شكي وظنوني ولردي هذا و تعقيبي:
لقد جاء حديث خير الأنام رسول الله عليه أفضل الصلاة و أتم السلام "يأتي على الناس زمان: من لم يكن معه أصفر ولا أبيض لم يتهن بالعيش" مطمئناً لنفسي ومتحدياً لأصدقائي؛ فقد كان دعائي الذي ينطلق به لساني في كل حين (مليون ريال... يارب) مثاراً لسخريتهم حيث يتندرون بهذا الرقم ذي الأصفار العديدة، فمنهم من قال: غريب هذا الدعاء تطلب مالاً زائلاً! يا أخي يكفيك "الستر والصحة" فقصر نظرك جاء استجابة طبيعية لدعاء أمك الدائم لك "ألا ترى مكروهاً"، و ارتفاع ضغط الدم أمر وارد لمن زاد عمره على الخمسين، و زيادة نسبة الكلسترول شيء محتمل طالما لم تؤدِ بعد إلى جلطات، أما طاقم الأسنان فلا حاجة لك به فيكفيك (الزلط والبلع)، و عسر الهضم إديها فوار!، و تضخم البواسير و نزفها ليس إلا مؤشراً جيداً على أن البعيد ما زال عنده دم!.
فلم أملك وقتها إلا أن أختصر الدعاء، أما بعد الاطلاع على الحديث الشريف أجد من حقي العودة إلى كامل دعائي (هو هو) دون حذف أو إضافة!.
ففي ظل ارتباط المال بالسعادة و الهناء أضحى دعاء الفقراء محاولة لتجنب الشقاء و سعياً للهروب من نكد العيش و البلاء، فهل الأغنياء بأموالهم الطائلة سعداء؟
هذا هو السؤال الذي يحير العقول و الألباب، فبعض هؤلاء يدخل إليه المال من الباب فتهرب السعادة و (رواقة البال) من النافذة في الحال، و بعضهم تكون أموالهم كالماء المالح كلما ازدادوا منها ارتواء كلما ازدادوا عطشاً!... مما يدفعنا إلى القول أن السعادة الحقيقية في القناعة و الرضا (ارض بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس) و (الغنى غنى النفس) و (العلم يجدي و يبقى للفتى أبدا/ و المال يفنى و إن أجدى إلى حين)
و من عجب أن مالك هو ما تنفقه لا ما تدخره ف(قد يجمع المال غير آكله/ و يأكل المال غير من جمعه) و (قليل المال تصلحه فيبقى/ و لا يبقى الكثير مع الفساد)!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ