"رومانسية" مع زوجات متسلطات!


الاربعاء 4 ذي القعدة 1428هـ - 14 نوفمبر 2007م - العدد 14387
"رومانسية" مع زوجات متسلطات!
مجدي شلبي
طالعت بكل شغف و اهتمام مقال (الحالمون بالرومانسية) المنشور يوم الخميس الموافق 8 نوفمبر لعالم تربوي جليل نكن له كل احترام و تقدير على امتداد عالمنا العربي الكبير و هو الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشلاش الذي تشع مقالاته الأخيرة و كلماته الأثيرة بريقاً من الأمل و دعوة لأخذ زمام المبادرة العاطفية فى العلاقة الزوجية بعيداً عن نمطية الحياة و كلاسيكيتها.
و هى دعوة ضرورية لإنعاش العلاقة التي أضحت في حاجة إلى الإفاقة من غيبوبة جذع العاطفة!
غير أن اللافت للنظر و الأدعى للحذر أن بعض الأزواج يربطون بين كلمات الحب و الغزل وبين ضياع الكرامة و ضِعة المكانة! من خلال الثقافة الذكورية التي تعتبر التسلط و العنف: قوة، و التسامح و العطف: ضعفا!
و حتى لا نظلم بعض الرومانسيين من الرجال الذين أوقعهم حظهم العاثر في زوجات متسلطات لا يعرفن غير الواقعية بمعناها المعنوى و المادي أيضاً، يجب أن نوجه الرسالة إليهن حتى لا يركن إلى ما تعودن عليه من غلظة و عنف و خشونة و استرجال، فهن في حاجة لتغيير سلوكهن المستنفر و الذي يحول الحياة الزوجية إلى معركة عاطفية يكون ضحيتها كلا الزوجين معاً!
و من عجب أن يعتبر البعض أن أوان الرومانسية يبدأ بالخطبة و ينتهى بالزواج، و هو اعتقاد خاطئ؛ لأن العاطفة هي الرئة التي تتنفس بها تلك العلاقة، و هى القلب الذي ينبض بحب الحياة.
إن الخطوة الأولى على طريق كسر عادة التحفظ العاطفي هي خطوة قد تكون صعبة، لكنها ليست أبداً مستحيلة، فلنخطوها بلا تردد و دون خشية لعواقب متخيلة أو ردود أفعال متوهمة - و قد رسم لنا كاتبنا الكبير خطوطها العريضة و أدواتها البسيطة و قدرتها العجيبة على التأثير بقوة الحب الذي يصنع المعجزات...
و على الطرف الآخر ألا يتعامل مع تلك الرومانسية بعقل ومنطق و تحليل و استقراء حتى لا تُفسد أسئلة الشك تلك الأجواء و عندئذ تدخل محاولة المُحِب من باب (خيراً تَعمَل شراً تَلقى)!
إن ما ينشده المجتمع من استقرار الأسرة و سعادتها ليس معناه الاستقرار المرضي لحالة مريض مشرف على الهلاك، بل هو استقرار السعادة و الهناء تمهيداً للانطلاق نحو آفاق رحبة لسعادة أشمل تعم المجتمع كله باعتبار أن الأسرة هي اللبنة و الأساس الذي ينبني عليه رفاهية المجتمع و نهضته و تقدمه و رفعته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ