رقابة على مهنة إنسانية!


السبت 5 ذي الحجة 1428 هـ - 15 ديسمبر 2007م - العدد 14418
رقابة على مهنة إنسانية!مجدي شلبي
لقد أثار الأخ عبد الرحمن المرشد في مقاله الهام تحت عنوان (قسم الأطباء في مهب الريح!) و المنشور في باب الرأي للجميع بجريدة الرياض يوم الاثنين 2007/12/4 موضوعاً حيوياً، دعمه بأمثلة عديدة من وقائع دامغة تدعو للدهشة و تثير مشاعر الأسى و الحزن على ما آلت إليه تلك المهنة السامية، على أيدي قلة من الأطباء الذين أساءوا لشرفها و حاولوا تلويث سمعتها... و قد ذكر في نهاية المقال أن ما استعرضه من نماذج و مآسٍ إنما هو (غيض من فيض) أي قليل من كثير، و هو تعبير أدبي بليغ جاء في موضعه مع الاعتذار عن الخطأ المطبعي الذي عكس الصياغة فأوردها بمقاله على نحو (فيض من غيض!) هذا الخطأ البسيط لا يقلل من قيمة هذا المقال الرائع و الذي فتح الباب على مصراعيه لتناول موضوع الأخطاء الطبية و أساليب بعضهم في التعامل غير الأمين مع مرضاهم، و رغم اتفاقنا على أن الكثير من الأطباء يحرصون على أداء عملهم بكل أمانة، التزاماً بميثاق شرف المهنة و ابتغاء لمرضاة الله، فما زلنا نأمل أن تتحرك الجهات المسئولة عن الرقابة الطبية للقيام بدورها المأمول انطلاقاً من حرصها على نقاء ثوبها الأبيض، و ذلك بمحاسبة المقصرين في أداء عملهم الذي يمس الصحة باعتبارها رأس مال الثروة البشرية للمجتمع، و دافعته للتقدم المنشود، و من عجب أن يعود موضوع تقصير بعض الأطباء إلى عهود مضت و حضارات ولت، فقد ذُكِرَ عن أفلاطون قوله المأثور: "إن الأطباء يأخذون أجرهم سواء شفوا المرضى أو قتلوهم "...
هذا و قد أدهشني تعليق أحد القراء على الموضوع المعروض بموقع الجريدة حيث أكد أن القسم الذي يؤديه الأطباء عقب تخرجهم أضحى ممنوعاً باعتباره تقليداً للغرب!.
و حتى لا أخرج عن الموضوع؛ أختتم مداخلتي بعرض نص قسم الطبيب فقد يفيد:
(أقسم بالله العظيم أن أراقب الله في مهنتى، و أن أصون حياة الإنسان في كافة أدوارها، في كل الظروف و الأحوال باذلا وسعي في استنقاذها من الهلاك و المرض و الألم و القلق، و أن أحفظ للناس كرامتهم. و أستر عورتهم، و أكتم سرهم و أن أكون على الدوام من وسائل رحمة الله، باذلا رعايتي الطبية للقريب و البعيد، و الصالح و الخاطىء، و الصديق و العدو و أن أثابر على طلب العلم، و أسخره لنفع الإنسان... لا لأذاه، و أن أوقر من علمني، و أعلم من يصغرني، و أكون أخا لكل زميل في المهنة الطبية متعاونين على البر و التقوى.
وأن تكون حياتي مصداق إيماني في سري و علانيتي، نقية مما يوشي لها تجاه الله و رسوله و المؤمنين. و الله على ما أقول شهيد)
إن منظومة دولاب العمل تنبني على مراعاة التوازن الدقيق بين كفتى الحقوق و الواجبات، فمتى حدث التوازن حدث الانضباط مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن الوازع الديني و يقظة الضمير و الحس الإنساني، هي أمور فطرية ينبغي أن يستمسك بها كل من أوكل إليه عمل في أي مجال من مجالات الحياة، و ليس الطب وحده.
مع خالص التحية والاحترام والتقدير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ