المرأة و العنف ضد الرجل
مجدي شلبي
في مقالها (العنف ضد المرأة) المنشور بجريدة الرياض يوم الجمعة ٣١ يوليو ٢٠٠٩ استطاعت الكاتبة الدكتورة حنان عطاالله بطريقة أكاديمية تملك أدواتها جيداً أن تحدد أسباب استخدام الرجل لوسائل العنف ضد المرأة، و التي أرجعتها للتنشئة الاجتماعية بما تحمله من عادات و تقاليد...
لكنها و من المؤسف لم توضح لنا السبب الرئيس لهذا الموروث الاجتماعي، و اكتفت بالتأكيد على أن الرجل يسعى دوماً لإبقاء سيطرته و سيادته على المرأة!
فهل تحولت العلاقة بينهما و المفترض أن تكون حميمة إلى مجرد محاولة (منه) لتكريس السلطة و استمرار السيطرة، و محاولة (منها) لانتزاع حقها من بين أنيابه رغبة في الانتقام و تبادل أدوار العنف؟!
إن المتأمل لواقع الحال لا يمكنه تجاهل العنف الواقع في حق الرجل أيضاً... فبين وأد الإناث زمان، و بين ذبح الأزواج و تقطيعهم إرباً الآن، علاقة لا ينكرها إلا خائف من هذا المصير!
خصوصاً إذا دخل العنف ضد الرجل من باب رد الصاع صاعين، الانتقام بأثر رجعي من الظلم الذي حاق بجداتنا من قِبل أجدادنا في الماضي الغابر.
و هي أيضاً محاولة جديدة للانقلاب على مفاهيم سادت زمان و لم يعد لها وجود الآن منها على سبيل المثال:
- ليس للمرأة إلا خروجين: الخروج الأول لبيت زوجها، و الخروج الثاني لقبرها!
هذا الانقلاب الذي تقوده النساء بمعاونة بعض الرجال أوصلنا إلى أن خرجت المرأة للعمل و جلس الرجل في البيت في انتظار عودتها الميمونة لتصب جام غضبها عليه، حتى أضحى الرجل في حاجة لمن يرفع الغبن عنه و يحميه من بطشهن وسيطرتهن في أحيان كثيرة!
و من هنا تأسست العديد من الجمعيات للدفاع عن الرجل ضد عنف المرأة، هذا العنف الذي يأخذ أشكالاً و صوراً عدة منها:
** الإيذاء البدني غير المباشر باستخدام عقاقير و وصفات السحر و الشعوذة التي تضعها المرأة في الطعام أو الشراب طمعاً في كسب وده و محبته و محاولة للسيطرة عليه، غافلة عن أن تلك المواد السامة تؤثر على صحته، و قد تؤدي إلى وفاته!
** استخدام وسائل الإيذاء البدني بالضرب المباشر.
و من عجب أن تكون «التنشئة الاجتماعية» المسؤولة عن ظلم الرجل للمرأة، هي ذاتها التي تمنعه من التصريح بحالات العنف الحادث من قبلها، سواءً كان هذا العنف شتماً و قيحاً، أو سحراً ضريحاً، أو ضرباً صريحاً، أو قتلاً مريحاً!
إن المرأة: المتسلطة، ناكرة الإحسان، كافرة العشرة، المتجبرة، كذلك الرجل المتسلط، السكير، العربيد، المستبد ليسا في حاجة للدفاع عنهما بقدر حاجتهما لوعي إنساني يوقفهما عند حدود الأدب و الالتزام بالمعايير الأخلاقية و الدينية التي تفرض عليهما الاحترام المتبادل بديلاً عن العنف المتبادل.
و لأن العلاقة بين الجنسين هي علاقة تكاملية و ليست علاقة مفاضلة وأضداد، نجد الأسوياء من الجنسين لا يلجأون للعنف كوسيلة لفرض الرأي و إنهاء الخلاف مهما كانت الأحوال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمقالى (المرأة و العنف ضد الرجل!) نُشر بجريدة الرياض السعوديةالخميس 6 أغسطس2009