خاص للرجال فقط!


خاص للرجال فقط!مجدي شلبي
كل كلام مهما طال و مهما كثر، هناك كلام آخر يقال... بهذه العبارة المشجعة لتبادل الرأي و الحوار استهلت الأخت الفاضلة دعاء الدايل نصائحها للنساء في مقالها الرائع (خاص للنساء فقط!) المنشور في باب الرأي بتاريخ ١٠ أغسطس الجاري، و الذي جذب بتلك الخصوصية النسائية الواردة بالعنوان كثيراً من الرجال أكثر من اجتذابه للمستهدفات من السيدات!
و قد أدهشني أن بدأت الكاتبة نصائحها الرقيقة بإبراز الكارت الأحمر المتمثل في ارتفاع نسب الطلاق، ثم ألقت باللائمة على بنات جنسها و كأنهن المسؤولات وحدهن عن استقرار الحياة الزوجية، و «القادرات بالقوة و العزيمة الممزوجة بالحنان و الأنوثة» (القوة الناعمة!) على خفض تلك النسبة!
و تناست أن المرأة لا تطلب الطلاق إلا بعد استنفاد كل الوسائل الممكنة لاستمرار الحياة الزوجية، و يكفينا أن نعلم أن المرأة المقهورة في بعض البلدان (كالصومال) عندما تُطلق تقيم حفل ابتهاج بانعتاقها من أسر هذا الزوج الذي لم يتوجها ملكة بداخل مملكتها الصغيرة، بل اعتبرها مجرد خادمة بلا أجر، تطيع بلا مناقشة، و تنفذ دون اعتراض...!
تلك حقيقة تضاف إلى حقائق عديدة منها أن الزوج في كثير من الأحيان و لأتفه الأسباب يلجأ للطلاق إما رضوخاً لرغبة زوجة جديدة يرى أنها ستحقق له بجاذبيتها الشديدة سعادته المنشودة، و إما خلاصاً من زوجة مريضة (يأخذها لحماً و يلقيها عظماً) و إما تقليداً للسيد شهريار الذي أصدر القرار بأن تكون له زيجة جديدة في كل ليلة من لياليه الحمراء أو الغبراء على حد سواء!
و عليه أتوجه إلى أخي الرجل الشهم النقي الورع بنداء و رجاء مفاده أن اتق الله في زوجتك؛ فلا تخاطبها باستعلاء و تكبر و عاملها بلطف و أدب، و لا تسفه أفكارها و استمع باهتمام لها، و لا ترهقها بالعمل بل ساعدها فيه، و تعامل مع المشكلات الصغيرة بحكمة و اتزان دون غضب و انفعال، و اجتزئ من وقتك ساعات قليلة تقضيها مع زوجتك و أولادك تستمع إليهم بود و تحدثهم بحب؛ فهم في حاجة لوجودك معهم فلا تكثر من السفر و الابتعاد عنهم لفترات طويلة.
كن معهم بشوشاً و لا تكن متجهماً منفوشاً، لا تكن كالصنم إن دخل الدار ارتعدوا من هيئتك، و لا تجعل من صمتك صمت قبور، و لا تجعل صوتك الجهور يلقي الرعب في الصدور...
سعادتك ملك يمينك فلا تركلها بقدمك ثم تبحث عنها في غير بيتك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ