اغتصاب القاصرات!

اغتصاب القاصرات!
مجدي شلبي

لقد جاء مقال (زواج غير متكافئ!!) للكاتب الكبير الأستاذ يوسف الكويليت، المنشور بجريدة الرياض يوم الجمعة ٢٤ أبريل ٢٠٠٩ فاتحاً لشهية القراء على نحو ما حصده من تعليقات بموقع الجريدة، و من خلال مداخلتي هذه وددت التأكيد على أن هذا الزواج غير المتكافئ، الذي يمرره الأهل مضحين بطفلتهم من أجل تحقيق أهداف مادية أو معنوية؛ فيه اغتيال لبراءتها و ضعفها و رقتها، و إلقاء بها في محيط رهيب تتجمد من برودته أطراف مشاعرها؛ فتنكمش على نفسها رعباً، ثم تتمدد ذعراً؛ فيتخذها (الزوج) الكهل كوبرياً يطأه للعبور إلى عالم الخلود المتوهم، هروباً من فناء محقق.!
إن الذين يحترمون أنفسهم و سنهم و مكانتهم من الرجال لا يدخلون إلى الزواج من باب تحقيق مصلحة أنانية، و إنما يدخلون إلى الزواج من باب تحقيق سعادة متبادلة، تبدأ بالتكافؤ و التفاهم و تسودها روح المودة و الانسجام و الألفة؛ فترفرف عليهما أجنحة السعادة الدائمة المستتبة...
أما الذين يتزوجون في الوقت بدل الضائع من أعمارهم فهم يدخلون دنيا الزواج متسلحين بشهادات وفاتهم و انقضاء أجلهم... فما أوهن سلاحهم الذي تسلحوا به، أو (تشلحوا) منه!
و المدهش حقاً في قضية الزواج عندنا هو تكالب الكهول و تراجع الشباب، تزويج القاصرات، و تعنيس الفتيات!؛ و هي ظاهرة جد خطيرة تعكس خللا اجتماعيا بسبب عدم الالتزام بما فرضه الشرع من معيار دقيق في اختيار الأزواج، و التسرع المقيت بتزويج القاصرات...
و لاشك أن من مظاهر فساد تزويج القاصرات تلك الأبعاد السلوكية المستقبلية الخافية عن العيون، كالخيانة الزوجية التي تلجأ إليها القاصر مستقبلاً كعملية تعويضية عن حاله الحرمان العاطفي الذي تحياه، فضلاً عن أنها بفعلها المحرم تحاول الانتقام ممن أهدر براءتها و اغتصب سعادتها و انتهك حقها الشرعي في الاختيار...
إن طبيعة الحياة يستحيل أن يجتمع فيها الليل و النهار في مكان، و لا الخريف مع الربيع في آن؛ فكيف تجتمع الأضداد، و نسمي هذا زواجاً؟.!
http://www.alriyadh.com/2009/05/01/article426009.html